يستعد الآباء والطلاب لاستقبال عام دراسي جديد ، وسط كل التحديات يسعى الآباء لتوفير جميع طلبات المدرسة من ( شنط مدرسية ،وادوات كتابية ، ومصاريف ،وغيرها ...)
لكن لا يستعد معظم الآباء والأمهات لما سوف يواجهه الأبناء في المدارس والذي قد يؤثر بالسلب على التحصيل الدراسي وربما كان أقوى و يؤثر على شخصيته ما تبقى من عمره.
ومن أخطر تلك التحديات التي تواجه الطلاب ظاهرة "التنمر المدرسي" يتعرض 34% من الطلاب حول العالم للتنمر مرة كل شهر وذلك وفقاً لإحصائيات منظمة اليونسكو عام 2019.
وفي ما يخص مصر أشارت الاحصائيات الصادرة من منظمة اليونسكو ، إلى أن 70% من الطلاب يمارس عليهم تنمر لفظي وجسدي .
 |
صورة أرشيفية:التنمر المدرسي |
ما هو "التنمر" وأسبابة ؟
ويعرّف "التنمر" ، بأنه الإيذاء (النفسي- او الجسدي- أو الفظي ) المتعمد والمستمر مع أختلال القوى ، وذلك وفق بيان منظمة اليونسكو لتعريف التنمر واختلاف عن السلوكيات الاخرى.
وتشمل صور التنمر الإهانات اللفظية، والضرب، والتحرش الجنسي، والإقصاء الاجتماعي، والابتزاز، والتهديد عبر مواقع التواصل الاجتماعي والرسائل.
أسباب التنمر
تختلف أسباب ظهور الشخص المتنمر حسب عوامل إجتماعية ونفسية والتي تؤدي في النهاية إلى إنتشار ظاهرة التنمر المدرسي.
قد يكون المتنمر هو في الأصل ضحية للعديد من الممارسات القاسية أو المتساهله جدا والتي كونت مجموعة من السلوكيات و منها:
- شعور المتنمر بالغضب أو الإحباط من جوانب القصور لديه.
- الرغبة في الشعور بالقوة والسيطرة على الآخرين.
- محاكاة السلوك العدواني للوالدين أو الأشقاء الأكبر سناً.
وكل تلك الأسباب وغيرها أدت إلى أنتشار التنمر في مختلف الطبقات الاجتماعية ، وقد يؤدي ذلك إلى خلل في المجتمع وفك رباطه.
الأثار السلبية على الضحية والمتنمر
للتنمر آثاراً سلبية على طرفي المعادلة، لا يمكن الفصل بين الطالب الضحيةوالطالب المتنمر ، في الآثار السلبية التي سوف تواجه الطرفين .
في المقام الأول الطالب الذي يتعرض للتنمر في المدرسة ، والتي تعد البيت الثاني والاكثر أمان بالنسبة له ، مهدد بالتعرض لحالة نفسية قاسية ، من بينها:
- فقدان الثقة بالنفس والشعور بالدونية.
- الخجل والانطواء.
- الاكتئاب والتوتر.
- الرغبة في ترك المدرسة.
أما بالنسبة للطالب المتنمر فهو معرض للوقوع في الجريمة وسوء التكيف الاجتماعي مستقبلاً، وربما قد يؤدى في مرحلة ما إلى الانتحار.
دور الأسرة في مواجهة التنمر
يقع على عاتق الأسرة والمجتمع مواجهة التنمر والحد من أنتشاره بين الطلاب في المدارس، ويجب على الأسرة التعامل بحكمة وحزم في حال كان الإبن ضحية للتنمر .
كما يجب على الآباء متابعة سلوك الأبناء والانتباه إلى أي تغيير يحدث خلال العام الدراسي
وعلى الآباء التعامل بالحكمة والصبر في حال كان الإبن هو المتنمر ، ويجب في تلك الحاله التعاون مع المدرسة والجمعيات المتخصصة لفهم الاسباب وراء تلك السلوكيات .
يجب على أولياء أمور الطلاب فهم المشكلة التي أدت إلى تحول سلوكيات ابنائهم،وتحديد الاسباب ووضع حلول حقيقة لتعديل سلوك الطالب المتنمر .
ويكون دور الأسرة هام للغاية في مواجهة التنمر المدرسي وذلك من خلال تطبيق ما يلي :-
غرس القيم السليمة
على الأسرة وهي نواة المجتمع غرس القيم السليمة وتصحيح المفاهيم الأساسية عند الأطفال منذ الصغر .
كما يجب على الآباء تربية الأطفال على تقبل الآخرين والقدرة على التعايش معهم ، وتصحيح طريقة التعبير عن الغضب أو الانفعال والابتعاد عن العنف.
التواصل مع الأبناء
كثير من الأبناء لا يستطيع الإبلاغ عن تعرضه للتنمر في المدرسة ، وذلك بسبب عدم وجود قناة للتواصل بين الأبناء والاباء .
لذلك يجب التحدث مع الأبناء بشكل يومي ومن خلال التواصل الجيد مع الأبناء يستطيع الآباء فهم اشكال التنمر التي يتعرض لها الابن في المدرسة.
أيضا يتيح ذلك سرعة حل المشكلة والابلاغ عنها قبل تفاقم الأمر ، ووضع حد من انتشار ظاهرة التنمر المدرسي بالتعاون مع المدرسة
توضيح مفهوم وأشكال التنمر
من خلال التواصل المستمر بين الأبناء والاباء نستطيع توضيع الآثار السلبية للتنمر وتعريف مفهوم كلمة تنمر بشكل بسيط يتناسب مع الطفل .
كما يجب توضيح مختلف أشكال التنمر والتفرقة بينها وبين السلوكيات الاخرى ، مما يساعد الأطفال عند الإبلاغ عن تعرضه للتنمر من أحد الزملاء تحديد نوع المضايقة بشكل صحيح.
أحتواء الطالب المتنمر
يجب علينا جميعا في مجتمع يسعى أن يكون خاليا من التنمر المدرسي" أحتواء الطالب المتنمر"، وفهم الأسباب التي أدت إلى تغيير سلوكة.
وعلى الأسرة التعامل مع الابن المتنمر بنوع من الصبر والحكمة العالية ، ربما كان الإبن ضحية في الأساس للعديد من السلوكيات الأسرية الخاطئة.
لذلك يجب فهم الأسباب التي أثرت على سلوكه وإيجاد حلول حقيقة لحل المشكلة التي يواجهها
كما يجب تقديم الدعم النفسي والاجتماعي والسلوكي.
كما يجب التعاون بين أسرة الطفل المتنمر والمدرسة واللجوء للمتخصصين للوصول إلى حلول واقعية من شأنها تعديل سلوك الطالب المتنمر.
الحرص على مناقشة الطالب المتنمر بشكل لطيف يساعده على الطمئنينة والعمل معه على تعويض الضحية.
ومن أفضل الحلول للتصدي لظاهرة التنمر المدرسي، بالمشاركة مع المدرسة وبالتعاون مع المؤسسات التربوية، ما يلي:
- برامج توعية للطلاب حول مخاطر التنمر وضرورة التصدي له.
- تدريب المعلمين على كيفية التعامل مع حالات التنمر.
- مراقبة سلوك الطلاب داخل المدرسة.
- إنشاء خط ساخن للإبلاغ عن حالات التنمر.
- إشراك أولياء الأمور ومساعدتهم على اكتشاف علامات التنمر المبكرة.
أكتب تعليق هنا