مشكلة النسيان عند الاطفال والكبار، وطرق علاجها

ظاهرة النسيان 

يعد النسيان الطبيعي أمراً شائعاً  لدى معظم الأشخاص، حتى قبل بلوغ مراحل متقدمة من العمر وما يسمى بالشيخوخة. 

إلا أن هناك فروق و أختلافات واضحة  في أنواع ومسببات وطرق علاج النسيان تبعاً للفئة العمرية.

 وتهدف هذه المقالة إلى تسليط الضوء على ظاهرة النسيان لدى الأطفال والمراهقين والشباب ، وتحديد خصائصها لكل مرحلة عمرية وطرح العديد من التساؤلات المهمة عن أسباب النسيان وهل يختلف عن الزهايمر ووضع خطط وأليات للتغلب على النوع الطبيعي من النسيان.

ما هو النسيان وما الفرق بينه وبين الزهايمر ؟

1-النسيان:

النسيان هو فشل مؤقت في استرجاع المعلومات المخزنة في الذاكرة، وهو أمر شائع وطبيعي يحدث نتيجة لعدم استخدام المعلومات لفترات طويلة أو نتيجة التداخل مع معلومات أخرى(منظمة الصحة العالمية، 2022).

2- الزهيمر 

مرض الزهايمر هو اضطراب عصبي تدريجي يصيب الدماغ ويؤدي إلى ضمور خلايا الدماغ وهو السبب الأكثر شيوعًا للخرف .

حيث يسبب تدهور مستمر في التفكير والمهارات السلوكية والاجتماعية التي تؤثر على قدرة الشخص على العمل بشكل  مستقل  وهناك 55  مليون شخص في الوقت الحالي  يعانون من الخرف في جميع أنحاء العالم ، ومنهم  60 ٪ و 70 ٪ مصابون بمرض الزهايمر.      

بعد توضيح الفرق بين النسيان الطبيعي و مرض الزهايمر المؤدي في النهاية إلى الخرف، سوف أوضح لك عزيزي القاريء  الأسباب الرئيسية للنسيان لمختلف المراحل العمرية من الطفوله للشباب  وسوف نوضح طرق عده للتغلب على النسيان لكل مرحلة من المرحلة عمرية.

أولا : النسيان لدى الأطفال

يعاني حوالي 20% من الأطفال بين 6-12 سنة من بعض أشكال النسيان البسيطة كنسيان أسماء الأصدقاء أو مواعيد تسليم الواجبات المدرسية.

 ويرجع ذلك أساساً لعوامل نمائية كعدم نضج مناطق معالجة الذاكرة في الدماغ بشكل كامل. أما بالنسبة للبيئة والمحيط الاجتماعي فيلعبان دوراً في تعزيز آليات تسجيل واسترجاع المعلومات لدى الأطفال.

ويمكن التغلب على ظاهرة النسيان في هذه المرحلة العمرية التي تعتبر  من أهم المراحل العمرية  من خلال إتباع مجموعة من الإرشادات والنصائح الواجب إتباعها.

 حيث أن  المعلومات تدفق في هذه المرحلة بشكل مستمر وسريع وبالتالي من المهم تخزين تلك المعلومات واسترجاعها بشكل صحيح. 

إليك مجموعة من النصائح الهامة للتغلب على النسيان لدى الأطفال.

 • تدريب الأطفال على التركيز أثناء المناقشات والمكالمات.

• إشراكهم في الألعاب والتمارين التي تساعد على تحسين الذاكرة كحفظ قصائد وألغاز.  

• تقليل مشاهدة التلفاز والهواتف وزيادة الألعاب الإبداعية.

• حفظ القرآن الكريم والنصوص الدينية .

• ممارسة الألعاب الرياضية مما يساعد الأطفال في تحسين الحالة الصحية العامة 

• من الأمور الهامة النوم بشكل كافي وفي أوقات محدده وعدم تأخير النوم لساعات متأخرة من الليل بدعوى (أحنا في أجازة ).

•  الاكل الصحي والأبتعاد عن الأطعمة الجاهزة والمغلفة  وكل ما يحتوي على مواد حافظة.

النسيان عند المراهقين 

ثانياً: النسيان عند المراهقين 

 كما نعلم تحدث تغيرات عصبية كبيرة في مناطق الدماغ المسؤولة عن الذاكرة أثناء فترة المراهقة، مما قد يجعل المراهقين أكثر عرضة للنسيان مقارنة بالبالغين.

وقد أظهرت إحدى الدراسات أن ما يصل إلى 80% من المراهقين الذين يعانون من اكتئاب شديد أبلغوا عن مشكلات في التركيز والذاكرة مرحلة المراهقة من أخطر المراحل العمرية تتغير فيها الهرمونات وبالتالي تؤثر على الحالة النفسية والمزاجية.

 إليك مجموعة من النصائح التي تساعدك في القضاء على مشكلة النسيان المتكرر .

• تشجيع المراهقين على اتباع نظام غذائي صحي.

• مساعدتهم على تعلم تقنيات إدارة الوقت والتنظيم. 

• حثهم على ممارسة الرياضة بشكل منتظم

• التغذية السليمة والأبتعاد عن الأطعمة الجاهزة

• حفظ القرآن الكريم والنصوص الدينية 

• تنظيم النوم حيث في تلك المرحلة عند المراهقين يحدث أضطراب ملحوظ على فترات النوم وعدم أخذ قسط كاف من النوم لساعات طويلة.

• تجنب تناول أدوية أكتئاب، في تلك المرحلة يدخل كثير من المراهقين في حالة من حب الانعزال ويؤثر ذلك بشكل مباشر على الحالة النفسية للمراهق ويتضح ذلك في تغيرات سلوكية تصل في بعض الحالات إلى حادة، مما يدفع كثير من الأسر أستشارة أطباء نفسيين.

لذلك ننصح قبل ذلك فهم هذه المرحلة بشكل جيد للقدرة على السيطرة وأحتواء المراهق وفهم حقيقة مشاعرة ،فتكون المساعدة الأسرية والاجتماعية أفضل بكثير ، مما قد يسببه الأعراض الجانبية المحتملة بسبب أدوية الاكتئاب على القوة الذهنية وضعف الذاكرة.

ثالثاً: النسيان لدى الشباب

يميل الشباب في الفئة العمرية ما بين 19-30 عاماً إلى نسيان المواعيد والمهام المطلوبة ومكان وضع الأشياء. 

وترجع الأسباب إلى كثرة الضغوطات وتحمل الكثير من المسؤوليات والالتزامات الإجتماعية والشخصية،  وقلة النوم وسوء  التغذية.

 وقد أوضحت إحدى الدراسات الحديثة أن نقص النوم لمدة 8 ساعات يؤدي لضعف القدرة على تذكر المفاهيم الجديدة بنسبة تصل إلى 38% تقريباً.

وإليك بعض النصائح الهامة للتغلب على النسيان في مرحلة الشباب

• الحرص على النوم الكافي لمدة 7-8 ساعات يومياً.
• تجنب الكافيين والكحوليات التي تؤثر على كفاءة الذاكرة.  
• ممارسة التأمل واليوغا للتقليل من التوتر.
• ترتيب الأمور الحياتية، وعدم تكدس التفاصيل، ووضع الأشياء الهامة في أماكن ثابتة، والبعد عن عوامل التشتيت.
• حفظ القرآن الكريم والنصوص الدينية.
• التغذية السليمة والأبتعاد عن الأطعمة الجاهز
•  نقص الفيتامينات في الجسم ومن أبرز هذه الفيتامينات: فيتامين B12،فيتامين D.

في النهاية تبين من خلال هذا العرض أن النسيان من الظواهر الطبيعية والشائعة لدى معظم الفئات العمرية قبل سن الشيخوخة، وأن هناك عوامل وآليات مختلفة تفسر حدوث النسيان لدى كل مرحلة عمرية على حدة. 

كما توصلنا إلى مجموعة من التوصيات والنصائح العملية للتقليل من حدة تلك الظاهرة وآثارها السلبية على نوعية الحياة.