أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

من هو حسن الصباح زعيم الحشاشين


فرقة الحشاشين
جماعة الحشاشين فرقة اغتيالات تاريخية

لقد ظهرت عبر التاريخ العديد من الجماعات المنحرفة والمتطرفة التي مارست العنف والإرهاب ضد الآخرين، إلا أن جماعة (الحشاشين) كانت من أشهر وأقوى فرق الاغتيالات السياسية المنتسبة إلى التيار الإسلامي الشيعي.

ومن خلال هذه المقال سوف نتعرف بشكل مجمل  على فرقة الحشاشين ومؤسسهم حسن الصباح.

من هو حسن الصباح 

ولد حسن بن على بن محمد الصباح الحِمير عام (430 ه‍/ 1037م)،في قرية (ريي) الإيرانية، كان يلقب بعدة ألقاب من أشهرها (السيد)، و(شيخ الجبال)، وهو مؤسس الطائفة الإسماعيلية النزارية الباطنيه أو الحشاشون كما أطلق عليهم الاوربيين.

بداء حسن الصباح في تأسيس ذلك الكيان داخل إيران بعد تنقلة واستكشاف الكثير من القرى مترامية الأطراف فكان الصباح يتحاشا المدن ويفضل الصحراء والأماكن الجبلية الوعرة ،حتى أستقر في النهاية وبعد تسع سنوات كاملة من أستكاف البلاد في منطقة تسمى (دامغان)، وحولها إلى مقر لنشر الدعوة وجلب المزيد من السكان والمؤيدين وأستمر حسن الصباح على هذا الحال حوالي ثلاث سنوات كاملين ،

قبل أن يأمر الوزير نظام الملك بأعتقالة ، علم حسن الصباح بأمر الإعتقال فهرب إلى (قزوين).

لم يكن كل هم حسن الصباح في تنقلاته هو نشر دعوته وكسب الأنصار فحسب، بل أيضاً للعثور على مكان مناسب يحميه من مطاردة السلاجقة ويحوله إلى قاعدة لنشر دعاته وأفكاره، وقد عزف عن المدن لانكشافها، لذا لم يجد أفضل من قلعة أَلموت المنيعة. 

فهي حصن قديم فوق صخرة عالية وسط الجبال على ارتفاع 2,100 متر (6,900 قدم)، وبنيت بطريقة أن لا يكون لها إلا طريق واحد يصل إليها ويلف على المنحدر مصطنع (المنحدر الطبيعي صخوره شديدة الانحدار وخطرة)،لذلك أي غزو للحصن يجب أن يحسب له لخطورة الإقدام لهذا العمل.

فكانت قلعة ألموت مقرا لهم ولدولتهم ومنها بدأت عمليات الاغتيال السياسي، توفى شيخ الجبل، السيد حسن الصباح في 7 ربيع الثاني 518 هـ / 23 مايو 1124 في قلعة ألموت.

نشأة الحشاشين

تأسست جماعة الحشاشين أو الحشاشون أو الحشيشة أو كما أطلقوا على أنفسهم أصحاب الدعوة الجديدة  في القرن الحادي عشر ، على يد مؤسسها الملقب بالشيخ حسن الصباح،وهي طائفة شيعية تتبنى المذهب الاسماعيلي الباطني، أتخذوا من القلاع المحصنة في إيران والشام مقرا لهم في نشر دعوتهم وتأسيس دولتهم .

أطلق حسن الصباح على متبعيه اسم "الحشاشين" نسبة إلى الحشيش المخدر الذي كان يعطيه لهم كوسيلة لتجنيدهم وإخضاعهم لسيطرته.

 وقد صور لهم الصباح الجنة على أنها حديقة ملؤها بالجواري والخمور، ليملأ نفوسهم بالرغبة في الاستشهاد للوصول إليها.

وأساس جيش من الفدائيين أستخدمهم في عمليات عسكرية وسلاسل من الاغتيالات ضد شخصيات سياسية ودينية  وعسكرية هامة.

عمليات أغتيال نفذها الحشاشين 

بعد إعداد جيش من الحشاشين المدربين تدريباً عالياً، بدأ حسن الصباح في استخدامهم كفرق اغتيال موجهة ضد خصومه السياسيين والعسكريين.

 وكان يهدف من وراء ذلك إلى نشر الذعر والرعب في نفوس الحكام والسلاطين لإرغامهم على تلبية مطالبه.

استخدم الحشاشون طرقاً مبتكرة في عمليات الاغتيال، حيث كانوا يتخفون تحت أقنعة وملابس تنكرية للتسلل إلى القصور والأماكن الحصينة. كما تدربوا على استخدام الخناجر والسموم لقتل ضحاياهم بصمت.

وتمكنوا من اغتيال العديد من الشخصيات المهمة جداً في ذلك الوقت، مثل الوزير السلجوقي نظام الملك والخليفة العباسي المسترشد والراشد وملك بيت المقدس كونراد.

بداية ونهاية دولة الحشاشين 

بفضل نجاحاتهم في عمليات الاغتيال، نجح الحشاشون في فرض نفوذهم على مساحات شاسعة من الأراضي الإيرانية والعراقية والسورية واللبنانية. وأصبحوا بمثابة دولة مستقلة تحكم تلك المناطق.

امتدت دولة الحشاشين لتشمل أكثر من 20 قلعة حصينة، كان أشهرها قلعة الألموت التي ظلت معقلهم الرئيسي. 

كما سيطر الحشاشون على ممرات التجارة المهمة في تلك المناطق، مما جعلهم قوة اقتصادية مهمة في حينه.

استمر نفوذ الحشاشين حتى بداية القرن الثالث عشر الميلادي، عندما قاموا بإغضاب الكثير من الحكام وقوى المنطقة. مما أدى إلى تحالف تلك القوى لمحاربتهم وتدمير قلاعهم آخر الأمر.

فقد قضى المغول بقيادة هولاكو على هذه الطائفة في بلاد فارس سنة 1256م حيث قام بمهاجمة الحشاشين واستطاع ان يستولي علي قلعة ألموت وعلي أكثر من 100 قلعة من قلاعهم وإحراق للقلاع والمكاتب الإسماعيلية قبل أن يتجه هولاكو لمهاجمة العباسيين وعاصمتهم بغداد وإحراقها، وسرعان ما تهاوت الطائفة في الشام أيضاً على يد الظاهر بيبرس سنة 1273م.

لقد كانت جماعة الحشاشين واحدة من أشهر وأقوى فرق الموت والاغتيالات في التاريخ الإنساني، فقد تربعوا على عرش الإرهاب لنحو قرنين من الزمان قبل أن تسقط دولتهم وينتهي أمرهم.
تعليقات