أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

الآشوريين:مراحل تأسيس، الامبراطوريه الآشورية

تعد الأمبراطورية الآشورية واحده من أقدم الأمبراطوريات التي حكمت منطقة الشرق الاوسط القديم، مرت الامبراطوريه خلال فترة حكمها الى العديد من التحديات إلا أنها أستطاعت أن تفرض نفوذها على المنطقة لعدة قرون.


نشأت الحضارة الآشورية في بلاد الرافدين وأمتدت في أقصى توسع لها الى سواحل البحر المتوسط، أزدهرت الحضارة الاشورية في عدت مجالات كما بقيت الاثار الاشورية شاهدة على واحدة من أعظم الحضارات القديمة.



الامبراطورية الاشورية
الامبراطورية الاشورية

من هم الآشوريون؟

بحسب العديد من المصادر التاريخية يعرف الآشوريون، على أنهم قبائل عاشت في أرض بابل  ثم هاجرت  خلال العهد الأكدي،إلى المناطق الشمالية لحوض نهر دجلة حيث استوطنوا تلك المناطق الجبلية.

 ومن المعلوم، أن الآشوريون من الشعوب السامية القديمة التي هاجرت من شبه الجزيرة العربية  ويتضح ذلك من خلال لغتهم وكتابتهم القديمة .

يعود أصل تسمية الآشوريون بهذا الأسم نسبة الى إلة الشمس ( آشور) ،وتم تشيد العديد من المعابد ضخمة له في عاصمتهم (آشور) والتي يطلق عليها بوابة الالة ،ويعود تاريخ  الآشوريين اللى ما يقرب من 5000 عام .

نشأت الحضارة الآشورية على ضفاف نهر دجلة، كإقليم صغير ، أخذ في التوسع لاحقاً،ومرت آشور خلال فترة حكمها،بمراحل قوة،وضعف،والعديد من التحديات.

وتعد الفترة الحديثة من الامبراطورية الآشورية هي الأكثر توسع وأزدهارا ،وفي ما يلى معلومات عن مراحل تأسيس الامبراطورية ،تابع معنا.


مراحل تأسيس  الأمبراطورية الاشورية

مرت الأمبراطورية الآشورية، بالعديد من المراحل وبرز خلالها أسماء الكثير من الملوك الذين ساهموا في توسع الامبراطورية ازدهار حضرتها، وتقسم مراحل التأسيس الى ثلاث مراحل أساسية وهي كلاتي:-


المرحلة الأولى 

 وتسمى العهد الآشوري الاول، وتعود الى الفترة من 2600-2000 ق.م، في هذه المرحلة كانت آشور تابعة سياسياً للسومريين أصحاب النفوذ والهيمنة على المنطقة آنذاك.

وكانت آشور مدينة صغيرة، أزدهرت فيها الزراعة والري والحرف اليدوية، كما أنتشرت في تلك الفترة الكتابة المسمارية كوسيلة للتدوين والتسجيل.

تمكن الآشوريين تدريجيا من بناء قوتهم الذاتية وترتيب أنفسهم بشكل جيد ، مهد لهم طريق الإستقلال وتأسيس دولة صاحبة نفوذ وسيطرة.

ومن أشهر الملوك الآشوريين في تلك الفترة الملك الاشوري(ايلوشوما) ،ويعتبر هو المؤسس الحقيقي لنواة  الأمبراطورية التي سوف تأخذ في التوسع والازدهار لاحقا.

ومن أهم الملوك العهد الأول، كما بينت السجلات المكتوبة باللغة الآشورية القديمة الملك ( بوزور) وهو مؤسس مدينة ( آشور)،وعمل على توسيع حدودها وفرض سيطرتها على المدن القوية في شمال بلاد الرافدين.


موقع مدينة آشور
موقع مدينة آشور

المرحلة الوسطى

العهد الآشوري الأوسط، وتحديدا في الفترة من 1365-1050ق.م ،بدأت المرحلة الثانية من التأسيس بعد سقوط الدولة البابلية على يد  الحيثيون.

تمثل تلك الفترة أهمية كبيرة في تاريخ آشور حيث شهدت الإمبراطورية الآشورية تطورات كبيرة على الصعيد السياسي والعسكري.

برز خلالها الملك الآشوري (أوباليط الاول)1365-1330ق.م، وقام بتوسيع حدود المملكة  وترسيخ السيطرة وفرض النفوذ ، كما برز ايضا الملك (ادد نيراري)1305-1274ق.م الذي حارب البابليين و انتصر عليهم.

حتى جاء الملك الآشوري (شلمنصر الأول)1274-1245 ق.م الذي شهدت الأمبراطورية الآشورية توسع كبير بفضله،حيث أمتدت الأمبراطورية لتشمل أجزاء من بلاد الشام و الأناضول و إيران.

وازدهرت  الحضارة الآشورية في العهد الأوسط  في العديد من المجالات ،منها العسكرية حيث تم حشد جيش  منظم على أعلى مستوى من التدريبات على إستخدام أحدث الاسلحة في تلك الحقبه.

كما أزدهرت الفنون، والعمارة ،وشيدت الكثير من المعابد في مدينة آشور، وتطورت الكتابة بشكل ملحوظ وظهر الأدب والشعر .

ولكن في نهاية هذه المرحلة تعرضت الإمبراطورية إلى الكثير من الضغوط الخارجية من القوى المجاورة مثل البابليين و الآراميين، أدت الى أنهيار الإمبراطورية الآشورية مؤقتا.


المرحلة الثالثة والأخيرة

وصف الباحثون تلك الفترة بالعهد الآشوري الحديث ،خلال المدة من 935-609 ق.م ، وتعتبر أفضل المراحل وأكثرها ازدهار وتوسع للامبراطورية الآشورية منذ نشاتها.

  حيث وصلت الإمبراطورية الى أقصى أتساع لها، حيث أمتدت من شرق ايران الى سواحل البحر المتوسط وشملت أجزاء من بلاد الشام والأناضول  و الجزيرة العربية.

شهدت تلك الفترة الكثير من الإنجازات المعمارية الضخمة حيث شيدت القصور والأبنية المزينة بالنقوش والرسوم الجدارية خاصة في مدينة (نينوى)، ومدينة آشور، ومدينة شروكين ،ومدينة نمرود التاريخية .

كما أزدهرت التجارة بشكل كبير بعد تأسيس الطرق البرية عبر الإمبراطورية تحت حماية عسكرية متطورة، برزت خلال تلك الفترة الكتابة المسمارية بشكل ملحوظ، وانتشر الشعر والادب.

ومن أعظم  الملوك الآشوريين في تلك الحقبة الملك ( شلمناصر الثالث)،و(الملك سنحاريب)،و(الملك آشور بانيبال) الذين قادوا الفتوحات والتوسعات الكبرى.

تمثال الثور المجنح واحد من حراس مدينة دورشروكين
تمثال الثور المجنح واحد من حراس مدينة دورشروكين

كيف سقطت الإمبراطورية الآشورية 

تعود الاسباب الحقيقية لسقوط الإمبراطورية الآشورية لعدة نقاط هامة من أبرزها:-
  • الفساد الداخلي
  • الاستبداد
  • ثورات الشعوب الخاضعة
  • التحالفات الاقليمية ضد الامبراطورية

فكانت نهاية الامبراطوريه الآشورية كقوة عظمى سيطرت على منطقة الشرق الأوسط القديم لعدة قرون، نهاية دموية ومدمرة، قضت على الحضارة الآشورية بشكل نهائي.

عندما قام البابليين والميديين ،بالتحالف كقوة إقليميةضد الإمبراطورالآشوريةعام615ق.م،وقاموا بحصار العاصمة  (نينوى) لمدة عامين ،حتى سقطت المدينة في أحداث مأساوية عام 612ق.م.

أدى سقوط المدينة الى تشتت الجيش الاشورى واستولى البابليون والميديون على مساحات واسعة من الاراضي و تقلصت الإمبراطورية الآشورية  بشكل سريع، وكادت على الانهيار بالكامل.

حتى جاء بعد ذلك الملك الآشوري (أوبليط الثاني) آخر ملوك آشور في محاولة منه لجمع قواته لإعادة الإمبراطورية ،وخاض معركة فاصلة وأخيرة عام 609 ق.م تسمى معركة ( نصيبين) ضد تحالف من البابليين والمديين والكلدانيين .

وانتهت بهزيمة ساحقة للقوات الآشورية، وسقطت الامبراطور الآشورية، التي سيطرة على منطقة الشرق الاوسط القديم لعدة قرون وأسست حضارة خالدة ومشاهدة على واحدة من أعظم الحضارات القديمة.

تعليقات